| 0 التعليقات ]


آفـــــة من آفـــــات اللسان

"الكـــــــــــذب"

أهلُ الصِّدق و الأمَانَة وَجَلُهُم من ربّهم يَمْنَعُهم من الكذبِ و الخِيانَة
الحمد لله ، و الصّلاة و السّلام على رسول الله ، و على آله و صحبه و من اتّبع هداه .
و بعد :
فإنّ خيرَ الكلام ما قلّ و دلّ ، و أحسنَ الحديث كتابُ الله .
قال الله سبحانه و تعالى :
﴿ فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ ( ق : 45 )

و قال الله تبارك و تعالى :
﴿ الۤرَ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَ قُرْآنٍ مُّبِينٍ ﴾ ( الحجر : 1 )

و قال عزّ وجلّ :
﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ ﴾ ( محمّد : 24 )

و قال تعالى :
﴿ وَ هَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَ ٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ ( الأنعام : 155 )

و قال :
﴿ الۤمۤ . تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ . هُدًى وَ رَحْمَةً للْمُحْسِنِينَ ﴾ ( لقمان : 1-3 )

و من آيات الكتاب قولُه تعالى :
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ ﴾ ( الأنفال : 58 )

و قوله سبحانه :
﴿ وَ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ ٱلْخَائِنِينَ ﴾ ( يوسف : 52 )

قال أبو السّعود : " أي لا يُنفِذه و لا يسدّده بل يُبطله و يُزهِقه ، أو لا يهديهم في كيدهم إيقاعاً للفِعل على الكَيْد " .

و قال السّعديّ : " فإنّ كلّ خائنٍ ، لا بدّ أن تعود خيانته و مكره على نفسه ، و لا بدّ أن يتبيّن أمرُه " .

و من هذا المعنى قول الله تبارك و تعالى :

﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ ( الزّمر : 3 )

و قوله :
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ ( غافر : 28 )

و قوله :
﴿ وَ لاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ ﴾ ( فاطر : 43 )

قال ابنُ كثيرٍ : " أي و ما يعود وبالُ ذلك إلاّ عليهم أنفسهم دون غيرهم " .
و قوله :
﴿ وَ ٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَ مَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ ( فاطر : 10 )

قال السّعديّ : " أي يهلك و يضمحلّ و لا يفيدهم شيئاً ، لأنّه مكرٌ بالباطل لأجل الباطل "
مصداق كلامه ، قول الله تبارك و تعالى :
﴿ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾ ( الإسراء : 81 )

و قوله جلّ و علا :
﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾ ( الأنبياء : 18 )

و قد قال الله عزّ وجلّ :
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ ( الحجّ : 38 )

و قال سبحانه :
﴿ أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَ عَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِي ٱلأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ كَٱلْفُجَّارِ . كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ليَدَّبَّرُوۤاْ آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو ٱلأَلْبَابِ ﴾ ( ص : 28-29 ) .

فاسمعوا عباد الله وصيّة ربِّكم :
﴿ يَـۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَ كُونُواْ مَعَ ٱلصَّادِقِينَ ﴾ ( التّوبة : 119 ) .

و اذكروا عباد الله قول الله تبارك و تعالى :
﴿ قَالَ ٱللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ( المائدة : 119 ) .

و اتَّعِظوا بقول الجبّار :
﴿ ليَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَ يُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ ( الأحزاب : 24 ) .

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ ﴾ ( ق : 37 ) .

القول الأمين في ذم الكذب والكذابين

0 التعليقات

Comment here