| 0 التعليقات ]



أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
عائشة بنت أبي بكر إحدى زوجات رسول الله محمد بن عبد الله ومن أمهات المؤمنين، ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة، روت عائشة العديد من الأحاديث النبوية عن الرسول وخاصة ما يتعلق بحياته الخاصة ، بلغ عددها 2210 منها 316 في صحيح البخاري ومسلم
نسبها
شجرة نسب عائشة وإلتقاءه بنسب محمد بن عبد الله وبأنساب باقي أمهات المؤمنين
أبوها : أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمها : أم رومان بنت عامر بن عمير بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن تيم بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
نشأتها
نشأت عائشة في بيت صدق وإيمان ، فأمها صحابية ، وأختها صحابية ، وأخوها صحابي ، ووالدها صدِّيق هذه الأمة وعلاَّمة قريش ونسَّابتها
زواج محمد منها
اختارها الله لنبيه حيث رآها في المنام كما جاء في الصحيحين ، ولفظ مسلم عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أريتك في المنام ثلاث ليال ، جاءني بك الملك في سرقة – قطعة - من حرير ، فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك، فإذا أنت هي، فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه"
تزوجها رسول الإسلام محمد بن عبد الله بعد وفاة زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وزواجه من أم المؤمنين سودة بنت زمعة العامرية القرشية ، وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين ، ورغم ورود أن عمرها كان ست سنين ، حين تزوجها الرسول وتسع سنين حين بنى بها كما في البخاري ومسلم إلا أن هذا ورد على لسانها فقط بعد أن كبرت في السن ولم يرد على لسان الرسول ذلك ولذلك كان هذا موضع جدل لدى العلماء إذ قال بعضهم مثل الشيخ خالد الجندي بأن زواجه تم وهي أكبر من ذلك خصوصا وأن تواريخ الميلاد لم تكن تدون آنذاك وسنها الحقيقى آنذاك أربعة عشر سنة تبعا لقياس عمرها بعمر أختها الكبري أسماء بنت أبي بكر، وقد عاشت مع الرسول ثمانية أعوام وخمسة أشهر.
كما تقول بعض الروايات أن عائشة كانت تبلغ مبلغ النساء عندما تزوجها النبي محمد كما أن ابن حجر روى عن أبي نعيم أن أسماء بنت أبي بكر – أخت عائشة الكبرى – وُلدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة ، ومعنى ذلك أن عائشة كانت تبلغ سبعة عشر عاما تقريبا حين الهجرة أي حين تزوجها محمد ، لأن أسماء تكبر عائشة بعشر سنوات كما أن ابن قتيبة نصّ على أن عائشة توفيت سنة ثمان وخمسين وقد قاربت السبعين ، وهذا يعني أنها كانت حين زواجها بمحمد في عمر الثلاثة عشر تقريبا، لأن الزواج تم قبيل الهجرة النبوية الشريفة
وقد كانت نعم الزوجة لخير الأزواج ، أعطيت حسن خلق وخلق ، وفصاحة في اللسان ، ورزانة رأي ، ورصانة عقل ، وتحبب إلى بعل ، إن غضبت لم يخرجها غضبها عن وقارها وأدبها ، وإنما تهجر مناداة النبي -صلى الله عليه وسلم باسمه محمد.
كناها النبي -عليه السلام- بأم عبد الله وهي لم تلد له، أخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة أن أُحضر إليه ابن الزبير ليحنكه، فقال: "هو عبد الله ، وأنت أم عبد الله"، قالت: فلم أزل أكنى بها.
معشر المؤمنين : أمنا عائشة منحت ذكاءً وزكاءً وحفظًا ثاقبًا، قال ابن كثير: لم يكن في الأمم مثل عائشة، في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها، ويقول الذهبي: "أفقه نساء الأمة على الإطلاق، ولا أعلم في أمة محمد ، بل ولا في النساء مطلقًا ، امرأة أعلم منها"
تجاوز عدد الأحاديث التي روتها ألفين ومائة حديث، ويقول عروة ابن الزبير: "ما رأيت أحدًا أعلم لفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة -رضي الله عنها ".
كانت رضوان الله عليها مرجعًا لكبار الصحابة، وكانت تفتي في عهد عمر وعثمان إلى أن ماتت رحمها الله وقد عاشت بعد النبي عليه الصلاة والسلام قرابة خمسين سنة.
أمنا أم عبد الله عائشة رضوان الله عليها كان الوحي ينزل على رسول الله وهو في لحافها ، وقبض رسول الله وهو بين سحرها ونحرها ، ودفن في بيتها.
نصرت دين الله فكانت تساعد أختها أسماء -ذات النطاقين في تجهيز الطعام للنبي صلى الله عليه وسلم- وأبيها وهما في الغار عند الهجرة.
أمنا عائشة كانت رضي الله عنها قوية في دين الله تعالى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتغضب لله عز وجل ، تقول أم علقمة بنت أبي علقمة: رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها ، فشقته عائشة عليها وقالت: أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور؟! ثم دعت بخمار فكستها.
أمنا عائشة كانت زاهدة ، لم يغرها كونها زوجة نبي ، دخل عليها ابن عباس في مرضها ثم زكاها وذكر شيئًا من فضائلها وأعمالها الصالحة ، فيا ترى ماذا قالت؟! قالت : "يا ابن عباس : دعني منك ومن تزكيتك، فو الله لوددت أني كنت نسيًا منسيًا". فرضي الله عنك يا أمنا، وجمعنا بك في جنات النعيم.
حادثة الإفك
عباد الله : أمنا أم عبد الله عائشة -رضي الله عنها- تعرضت لبلاء عظيم ومحنة شديدة وآلام موجعة حيث قذفها المنافقون والسماعون لهم بعرضها ، واتهموها بشرفها ، وكعادة قالة السوء من المنافقين وأعداء الله ، راحوا ينشرون الخبر وينسجون حوله الخزعبلات والافتراءات التي تداعت إلى أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثرت في نفسه ، وكان وقعها شديدًا على أبيها أبي بكر وأمها أم رومان وجميع المسلمين.
وبكت أمنا بكاءً وأي بكاء؟! لا يرقأ لها دمع ، ولا تكتحل بنوم، حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها، وخرت مغشيًا عليها ، فما استفاقت إلا وعليها حمى بنافض ، فألقت عليها أمها كل ثوب في البيت وغطتها ، وقد مكث النبي شهرًا لم يوح إليه شيء في شأن عائشة ، وبعد مضي شهر من هذا البلاء العظيم نزل الوحي ، فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- سري عنه وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها : "يا عائشة : احمدي الله فقد برأك"، وأنزل الله عز وجل : (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) [النور: 11] ، العشر الآيات كلها
قال ابن كثير: "فغار الله لها وأنزل براءتها في عشر آيات تتلى على الزمان، فسما ذكرها، وعلا شأنها؛ لتسمع عفافها وهي في صباها، فشهد الله لها بأنها من الطيبات، ووعدها بمغفرة ورزق كريم".
ومع هذه المنزلة العالية والتبرئة الربانية تتواضع وتقول: "ولشأني في نفسي أهون من أن ينزل الله فيَّ قرآنًا يتلى".
الله أكبر، تواضع رفعها منزلة عالية، وزادها شرفًا إلى شرفها، وآيات تتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة، تثبت براءتها على مر الزمان.
وقد حكم ابن عباس بالكفر على من اتهمها بالفاحشة بعد تبريء الله لها ورجع المنافقون بالخزي وانكشاف كذبهم وبهتانهم؛ فالله من ورائهم محيط، ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين، وهو جل وعلا لدينه حافظ، ولرسوله عاصم ، وللمؤمنين والمؤمنات ولي وناصر: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور: 11].

0 التعليقات

Comment here